نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 106
المخلصين ، وهو وسام الشهادة في سبيل رفع كلمة التوحيد ومحاربة الظلم والجور ، ومن ذلك الحين تربع الحسين ( عليه السلام ) على عرش الشهادة ولم يدانيه أحدا ، وسجل أعظم ملحمة من ملاحم البطولة والفداء في التاريخ ، وشهدت كربلاء هذه الملحمة التاريخية التي لم يخبرنا التاريخ عن وقع ملحمة أعظم منها ، ولم يخبرنا التاريخ أيضا عن بطولة كبطولة الحسين ( عليه السلام ) ، لقد شاهد أهل بيته وأصحابه يتهاوون صرعى على رمضاء كربلاء وهو قوي الجنان رابط الجأش ، فحاز الإمام الشهيد ( عليه السلام ) منزلة الشرف والتقديس ، حتى غدت كربلاء التي سال على رمضائها دم الحسين ( عليه السلام ) تضاهي بقاع العالم قدسية وشرفا ، وأصبحت مهوى لقلوب المسلمين ، وغدا قبره الشريف ( عليه السلام ) وسام عز وشرف لكربلاء ، وصار مسجده أفضل مسجد أسس على التقوى ، ومشهده أشرف مشهد ، فأن يكون بيت الحرام قبلة للأنام ومعدن البركات ، فكربلاء بحلول سبط المصطفى في تربتها حازت شرفا لا يعلوه شرف ، وفخرا لا يعلوه فخر . فشرف الكعبة بمولد سيد الوصيين كان مقدار ساعة ، وشرف كربلاء بضريح سبط خاتم النبيين إلى قيام الساعة ، إن يكون الطواف بالكعبة به تمام الحج والعمرة ، فالطواف بضريحه يعدل ثوابه ثواب ذلك ألف مرة ، إن تكن الكعبة قبلة جباه المسلمين ، فكربلاء وجهة قلوب المؤمنين ، إن تكن الصلاة عزيمة وفريضة ، فبغير ولايته وولاية آبائه وأبنائه لا تعادل عند الله جناح يعوضه ، إن يكن البيت العتيق عتيق من الطوفان والغرق ، فمقامه ( صلوات الله عليه ) لما أجرى الماء عليه حار وما انطلق ، إن تكن أفئدة من الناس تهوي إلى البيت ، فقلوب المؤمنين تحن على زيارته على الدوام [1] .