نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 11
الإمام القائد ، وإذ يكون الأمر كذلك ، فلا بدّ أن يكون للأمّة دور في إدارة الشؤون والنهوض بها ، لأنّ القرآن ينص * ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) * [1] ، ومن الواضح أنّ الإمامة بمعنى القيادة داخلة في أمر الناس ، لهذا اتجهت المجتمعات البشريّة صوب نظريّة الانتخاب لا النص . وكان مما ترتب على تلك النواة المحوريّة في تأسيس نظريّة الإمامة ، أنّهم التزموا بانقطاعها وعدم دوامها ، لأنّ المفروض ، أنّ هذا المنصب لا يتحقّق لأحد إلاّ بعد الانتخاب والبيعة . ومع عدم تحقّق ذلك لا يحق لأحد أن يتصدّى لهذه المسؤوليّة ويرغم الناس على القبول . وعندما انتقلوا إلى الشروط التي لا بدّ من توافرها ، فيمن يتصدّى للنهوض بهذا الدور ، لم يجدوا مناصاً من الالتزام ، بأنّه لا يشترط أن يكون معصوماً ، بل تكفيه من الناحية السلوكيّة العدالة بمعناها المتداول في البحث الفقهي ، ومن ناحية التأهيل العلمي تكفيه قدرة علميّة ترفعه إلى مستوى أداء المسؤوليّات التي أنيطت به . وهكذا انتهت عناصر النظام الفكري للمدرسة السنيّة في الإمام