responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 316


وتمادى ، وإن قبل عثمان بالعزل وانتخب المسلمون بعده من شاءوا فلم يبق له عند الخليفة القادم وهو أموي سوى اعتزال مقامه ، وهذا ما لا يريده معاوية ، الطامع الكائد الكافر ، وقد هيأ نفسه للملك .
وإن استطاع أن يمد عثمان بالقوة على المسلمين ، وهذا عثمان في أرذل العمر وعلى حافة الموت ، وعند موته سيجتمع المسلمون وينتخبون الأصلح ، وعند انتخابه سوف لا يبق لبني أمية من يسندها ، ولا بد له من اعتزال الأمر ، وهو لم يجد في الأمر سوى الكيد ، وما هو هذا الكيد ؟ نعم هو إغراء الخليفة بما سيمده له من القوة والعدد والعدة وحثه على المقاومة ، وحث مروان وزيره المستشار على ذلك ، وبالوقت تأليب المسلمين وتخديرهم بقتل الخليفة الذي لم يرض اعتزال الحكم والتخلي لغيره ، ولا تعديل نفسه والوفاء بالعهود .
ولا تعزب عن معاوية خطته المدبرة وقد أحاط نفسه بشراء الضمائر وجمع المنافقين والفاسقين حوله ، من كل منفور ومبغوض من المهاجرين والأنصار ، بما يسديه لهم من الوعود ، ويمدهم بالأموال وإرسال الوفود إلى رؤساء القبائل الموالية لغيره ومدهم بالرشوة والوعود ، أو تهديدهم بالوعيد .
وما أن قتل عثمان حتى ضم المحرضين على قتله وقاتليه إلى صفه وأرسل بيعته إلى طلحة والزبير اللذان بايعا عليا لنكث العهد ، ولبث التفرقة في الصفوف والكيد للأمة ، وقد نجحت خطته أمام علي لما يعرفه فيهم ، وأن قيامهم إنما لأجل المال والمآل ، لا الدين ، وهذا ما لم يجداه في علي .
ومعاوية الذي تلقى رسالة عثمان ، إن أهل المدينة بما فيهم من مهاجرين وأنصار الذين يمثلون نخبة المسلمين وقطب الإسلام ومطمح أبصارهم يوصمهم الخليفة بالكفر ، علم أن خطته نجحت ودنت الفرصة ، فأرسل جيشا إلى المدينة ، بيد أوصى قائده بعدم التعرض لأهل المدينة ، إن ذلك ما يفسد خطته ، ولكنه ثبت

316

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست