نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97
الثاني : إتقان الصنع يدل على علم الصانع إن وجود المعلول كما يدل على وجود العلة ، كذلك خصوصياته تدل على خصوصيات علته ، فإن المصنوع من جهة الترتيب الذي في أجزائه ومن جهة موافقة جميع الأجزاء للغرض المقصود من ذلك المصنوع ، يدل على أنه لم يحدث عن فاعل غير عالم بتلك الخصوصيات . فالعالم بما أنه مخلوق لله سبحانه يدل ما فيه من بديع الخلق ودقيق التركيب على أن خالقه عالم بما خلق ، عليم بما صنع ، فالخصوصيات المكنونة في المخلوق ترشدنا إلى صفات صانعه وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل بقوله : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) . ( 1 ) وقال الإمام علي ( عليه السلام ) : " وعلم ما يمضي وما مضى ، مبتدع الخلائق بعلمه ومنشئهم بحكمه " . ( 2 ) وقال الإمام علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) : " سبحان من خلق الخلق بقدرته ، أتقن ما خلق بحكمته ، ووضع كل شئ منه موضعه بعلمه " . ( 3 ) وإلى هذا الدليل أشار المحقق الطوسي في " تجريد الاعتقاد " بقوله : " والإحكام دليل العلم " .