responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 98


3 . علمه سبحانه بالأشياء بعد إيجادها إن كل ممكن ، معلول في تحققه لله سبحانه ، وليس للمعلولية معنى سوى تعلق وجود المعلول بعلته وقيامه بها قياما واقعيا كقيام المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي ، فكما أن المعني الحرفي بكل شؤونه قائم بالمعنى الاسمي فهكذا المعلول قائم بعلته المفيضة لوجوده ، وما هذا شأنه لا يكون خارجا عن وجود علته ، إذ الخروج عن حيطته يلازم الاستقلال وهو لا يجتمع مع كونه ممكنا .
فلازم الوقوع في حيطته ، وعدم الخروج عنها ، كون الأشياء كلها حاضرة لدى ذاته والحضور هو العلم ، لما عرفت من أن العلم عبارة عن حضور المعلوم لدى العالم .
ويترتب على ذلك أن العالم كما هو فعله ، فكذلك علمه سبحانه ، وعلى سبيل التقريب لاحظ الصور الذهنية التي تخلقها النفس في وعاء الذهن ، فهي فعل النفس وفي نفس الوقت علمها ، ولا تحتاج النفس في العلم بتلك الصور إلى صور ثانية ، وكما أن النفس محيطة بتلك الصور وهي قائمة بفاعلها وخالقها ، فهكذا العالم دقيقه وجليله مخلوق لله سبحانه قائم به وهو محيط به ، فعلم الله وفعله مفهومان مختلفان ، ولكنهما متصادقان في الخارج .
وقد اتضح بما تعرفت أن علمه تعالى بأفعاله بعد إيجادها حضوري ، كما أن علمه سبحانه بذاته وبأفعاله قبل إيجادها حضوري ، فإن المناط في كون العلم حضوريا هو حصول نفس المعلوم وحضوره لدى العالم لا حضور صورته وماهيته ، وهذا المناط متحقق في علمه تعالى بذاته وبأفعاله مطلقا .

98

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست