responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 96


الأول : العلم بالسبب علم بالمسبب إن العلم بالسبب والعلة بما هو سبب وعلة ، علم بالمسبب ، والمراد من العلم بالسبب والعلة ، العلم بالحيثية التي صارت مبدأ لوجود المعلول وحدوثه ، ولتوضيح هذه القاعدة نمثل بمثالين :
1 . إن المنجم العارف بالقوانين الفلكية والمحاسبات الكونية يقف على أن الخسوف والكسوف أو ما شاكل ذلك يتحقق في وقت أو وضع خاص ، وليس علمه بهذه الطوارئ ، إلا من جهة علمه بالعلة من حيث هي علة لكذا وكذا .
2 . إن الطبيب العارف بحالات النبض وأنواعه وأحوال القلب وأوضاعه يقدر على التنبؤ بما سيصيب المريض في مستقبل أيامه وليس هذا العلم إلا من جهة علمه بالعلة من حيث هي علة .
إذا عرفت كيفية حصول العلم بالمعلول قبل إيجاده من العلم بالعلة نقول : إن العالم بأجمعه معلول لوجوده سبحانه ، وذاته تعالى علة له ، وقد تقدم أن ذاته سبحانه عالم بذاته .
وبعبارة أخرى : العلم بالذات علم بالحيثية التي صدر منها الكون بأجمعه ، والعلم بتلك الحيثية يلازم العلم بالمعلول .
قال صدر المتألهين :
" إن ذاته - سبحانه - لما كانت علة للأشياء - بحسب وجودها - والعلم بالعلة يستلزم العلم بمعلولها . . . فتعقلها من هذه الجهة لا بد أن يكون على ترتيب صدورها واحدا بعد واحد " . ( 1 )


1 . الأسفار : 6 / 275 .

96

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست