نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 95
الثاني : التجرد عن المادة ملاك الحضور ملاك الحضور والشهود العلمي ليس إلا تجرد الوجود عن المادة ، فإن الموجود المادي بما أنه موجود كمي ذو أبعاض وأجزاء ليس لها وجود جمعي ، ويغيب بعض أجزائه عن البعض الآخر ، مضافا إلى أنه في تحول وتغير دائمي ، فلا يصح للموجود المادي من حيث إنه مادي أن يعلم بذاته ، لعدم تحقق ملاك العلم الذي هو حضور شئ لدى آخر . فإذا كان الموجود منزها من المادة والجزئية والتبعض ، كانت ذاته حاضرة لديها حضورا كاملا ، وبذلك نشاهد حضور ذواتنا عند ذواتنا ، فلو فرضنا موجودا على مستوى عال من التجرد والبساطة عاريا عن كل عوامل الغيبة التي هي من خصائص الكائن المادي ، كانت ذاته حاضرة لديه ، وهذا معنى علمه سبحانه بذاته أي حضور ذاته لدى ذاته بأتم وجه لتنزهه عن المادية والتركب والتفرق كما تقدم برهان بساطته عند البحث عن التوحيد . ثم إن المغايرة الاعتبارية تكفي لانتزاع عناوين العلم والمعلوم والعالم من ذات واحدة ، وليس التغاير الحقيقي من خواص العلم حتى يستشكل في علم الذات بنفس ذاته بتوحد العالم والمعلوم ، بل الملاك كله هو الحضور ، وهذا حاصل في الموجود المجرد كما تقدم وبذلك يظهر وهن ما استدل به النافون لعلمه تعالى بذاته من لزوم التغاير الحقيقي بين العالم والمعلوم . 2 . علمه سبحانه بالأشياء قبل إيجادها إن علمه سبحانه بالأشياء على قسمين : علم قبل الإيجاد وعلم بعد الإيجاد . ونستدل على القسم الأول بوجهين :
95
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 95