نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 44
بالزيادة يستلزم افتقاره سبحانه في العلم بالأشياء وخلقه إياها إلى أمور خارجة عن ذاته ، فهو يعلم بعلم هو سوى ذاته ، ويخلق بقدرة هي خارجة عن حقيقته وهكذا ، والواجب بالذات منزه عن الاحتياج إلى غير ذاته ، والأشاعرة وإن كانوا قائلين بأزلية الصفات مع زيادتها على الذات ، لكن الأزلية لا ترفع الفقر والحاجة عنه ، لأن الملازمة غير العينية ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : " وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة إنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف إنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله " . ( 1 ) وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " لم يزل الله جل وعز ربنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور " . ( 2 ) فإن قلت : لا شك أن لله تعالى صفات وأسماء مختلفة أنهيت في الحديث النبوي المعروف إلى تسع وتسعين ، فكيف يجتمع ذلك مع القول بالعينية ووحدة الذات والصفات ؟ قلت : كثرة الأسماء والصفات راجعة إلى عالم المفهوم ، مع أن العينية ناظرة إلى مقام الواقع العيني ، ولا يمتنع كون الشئ على درجة من الكمال يكون فيها كله علما وقدرة وحياة ومع ذلك فينتزع منه باعتبارات مختلفة صفات متعددة متكثرة ، وهذا كما أن الإنسان الخارجي مثلا بتمام وجوده
1 . نهج البلاغة : الخطبة الأولى . 2 . التوحيد للصدوق : الباب 11 ، الحديث 1 .
44
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 44