نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 32
الظواهر الحيوية وعملياتها أصدق شاهد على أن العالم حدث في زمان معين ، فليس العالم إلا مخلوقا حادثا " . ( 1 ) تقرير برهان الحدوث مما تقدم تبينت صغرى برهان الحدوث وهي أن الحياة في العالم المادي حادث ، فليس بذاتي له ، ( 2 ) وليضم إليها الأصل البديهي العقلي وهو أن كل أمر غير ذاتي معلل ، كما أن كل حادث لا بد له من محدث وخالق ، فما هو المحدث لحياة المادة ؟ إما هي نفسها أو غيرها ؟ ولكن الفرض الأول باطل ، لأن المفروض إنها كانت قبل حدوث الحياة لها فاقدة لها ، وفاقد الشئ يستحيل أن يكون معطيا له ، فلا مناص من قبول الفرض الثاني ، فهناك موجود آخر وراء عالم المادة هو الموجد للمادة ومحدث الحياة لها . إلى هنا تم دور الحدوث الزماني في البرهان ، وأنتج أن هناك موجودا غير مادي ، محدثا لهذا العالم المادي ، وأما إن ذلك المحدث هل هو ممكن أو واجب ، وحادث أو قديم ، فلا بد لإثباته من اللجوء إلى برهان الإمكان وامتناع الدور والتسلسل المتقدم بيانها .
1 . إثبات وجود خدا ( فارسي ) : 21 . يحتوي الكتاب على مقالات من أربعين من المتمهرين في العلوم المختلفة ، جمعها العالم المسيحي " جان كلورمونسما " . 2 . إثبات الحدوث الزماني للعالم المادي لا ينحصر فيما ذكر في المتن من طريق العلم التجريبي ، بل هناك طريق أدق منه اكتشفها الفيلسوف الإسلامي العظيم صدر المتألهين ( قدس سره ) على ضوء ما أثبته من الحركة الجوهرية للمادة ، قال في رسالة الحدوث بعد إثبات الحركة الجوهرية : " قد علمناك وهديناك طريقا عرشيا لم يسبقنا أحد من المشهورين بهذه الصناعة النظرية في إثبات حدوث العالم الجسماني بجميع ما فيه من السماوات والأرضين وما بينهما حدوثا زمانيا تجدديا . . . " - الرسائل : 48 - ولشيخنا الأستاذ - دام ظله - تحقيق جامع حول مسألة الحركة الجوهرية وما يترتب عليها من حدوث عالم المادة ، راجع كتاب " الله خالق الكون " .
32
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 32