نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27
ولتوضيح الحال نمثل بمثال وهو أن كل واحدة من هذه المعاليل بحكم فقرها الذاتي ، بمنزلة الصفر ، فاجتماع هذه المعاليل بمنزلة اجتماع الأصفار ، ومن المعلوم أن الصفر بإضافة أصفار متناهية أو غير متناهية إليه لا ينتج عددا ، بل يجب أن يكون إلى جانب هذه الأصفار عدد صحيح قائم بالذات حتى يكون مصححا لقراءة تلك الأصفار . فقد خرجنا بهذه النتيجة وهي أن فرض علل ومعاليل غير متناهية مستلزم لأحد أمرين : إما تحقق المعلول بلا علة ، وإما عدم وجود شئ في الخارج رأسا ، وكلاهما بديهي الاستحالة . تقرير برهان الإمكان إلى هنا تمت المقدمات التي يبتني عليها برهان الإمكان ، وإليك نفس البرهان : لا شك أن صفحة الوجود مليئة بالموجودات الإمكانية ، بدليل أنها توجد وتنعدم وتحدث وتفنى ويطرأ عليها التبدل والتغير ، إلى غير ذلك من الحالات التي هي آيات الإمكان وسمات الافتقار . وأمر وجودها لا يخلو عن الفروض التالية : 1 . لا علة لوجودها ، وهذا باطل بحكم المقدمة الثانية ( كل ممكن يحتاج إلى علة ) . 2 . البعض منها علة لبعض آخر وبالعكس ، وهو محال بمقتضى المقدمة الثالثة ( بطلان الدور ) . 3 . بعضها معلول لبعض آخر وذلك البعض معلول لآخر من غير أن
27
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27