responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 249


ورموز وجوده حتى لقب ب‌ " الموجود المجهول " .
وأما الشرط الثاني : فلن نجد أيضا موجودا مجردا عن أي فقر وحاجة وانتفاع سواه سبحانه ، ووجه ذلك أن الإنسان ، مجبول على حب الذات ، فهو مهما جرد نفسه من تبعات غرائزه لن يستطع التخلص من هذه النزعة .
ومما يدل على عدم صلاحية البشر نفسه لوضع قانون كامل ، ما نرى من التبدل الدائم في القوانين والنقض المستمر الذي يورد عليها بحيث تحتاج في كل يوم إلى استثناء بعض التشريعات وزيادة أخرى ، إضافة إلى تناقض القوانين المطروحة في العالم من قبل البشر ، وما ذلك إلا لقصورهم عن معرفة الإنسان حقيقة المعرفة وانتفاء سائر الشروط في واضعيها .
فإذا كان استقرار الحياة الاجتماعية للبشر متوقفا على التقنين الإلهي ، فواجب في حكمته تعالى إبلاغ تلك القوانين إليهم عبر واحد منهم يرسله إليهم ، والحامل لرسالة الله سبحانه هو النبي المنبئ عنه والرسول المبلغ إلى الناس ، فبعث الأنبياء واجب في حكمته تعالى حفظا للنظام المتوقف على التقنين الكامل .
وإلى هذا الدليل يشير قوله تعالى :
( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) . ( 1 ) 2 . حاجة المجتمع إلى المعرفة إن الإنسان - كغيره من الموجودات الحية - مجهز بهداية تكوينية لكنها غير وافية في إبلاغه الغاية التي خلق لها ، ولأجل ذلك ضم الخالق


1 . الحديد : 25 .

249

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست