نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 140
أفاعليه ومخلوقاته ، وبين الفعل وفاعله كمال الملائمة الوجودية ، فلا يتصور ألم عقلي له سبحانه . وأما اللذة العقلية فأثبتها لله تعالى بعضهم قائلين بأن واجب الوجود في غاية الجمال والكمال والبهاء ، فإذا عقل ذاته فقد عقل أتم الموجودات وأكملها ، فيكون أعظم مدرك لأجل مدرك بأتم إدراك . ولكن منع بعضهم عن توصيفه سبحانه باللذة العقلية أيضا لعدم الإذن الشرعي بذلك ، وممن جوز الاتصاف باللذة العقلية من متكلمي الإمامية ، مؤلف الياقوت حيث قال : " المؤثر مبتهج بالذات لأن علمه بكماله الأعظم يوجب له ذلك ، فكيف لا والواحد منا يلتذ بكماله النقصاني " . ( 1 ) وهو ظاهر كلام المحقق الطوسي في تجريد الاعتقاد ، حيث نفى الألم مطلقا وقيد اللذة المنفية بالمزاجية ( 2 ) ، ومن المانعين له المحقق البحراني حيث قال : " اتفق المسلمون على عدم إطلاق هذين اللفظين عليه تعالى . . . وأما الفلاسفة فإنهم . . . لما فسروا اللذة بأنها إدراك الملائم أطلقوا عليه لفظ اللذة وعنوا بها علمه بكمال ذاته ، فلا نزاع معهم إذن في المعنى ، إذ لكل أحد أن يفسر لفظه بما شاء ، لكنا ننازع في إطلاق هذا اللفظ عليه لعدم الإذن الشرعي " . ( 3 )
1 . أنوار الملكوت : 102 . 2 . كشف المراد : المقصد 3 ، الفصل 2 ، المسألة 18 . 3 . قواعد المرام : القاعدة 4 ، الركن 2 ، البحث 8 .
140
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 140