نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 126
وليس المراد كونه محدثا من حيث نزوله ، بل المراد كونه محدثا بذاته بشهادة أنه وصف ل " ذكر " ، فالذكر بذاته محدث ، لا بنزوله فلا معنى لتوصيف المحدث بالذات بكونه من حيث النزول ، لتقدم ما بالذات على ما بالعرض . ويدل على حدوثه قوله سبحانه : ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) . ( 1 ) فهل يصح توصيف القديم بالإذهاب والإعدام ؟ ! موقف أهل البيت : . إن تاريخ البحث وما جرى على الفريقين من المحن ، يشهد بأن التشدد فيه لم يكن لإحقاق الحق وإزاحة الشكوك بل استغلت كل طائفة تلك المسألة للتنكيل بخصومها ، فلأجل ذلك نرى أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) منعوا أصحابهم من الخوض في تلك المسألة ، فقد سأل الريان بن الصلت الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقال له : ما تقول في القرآن ؟ فقال ( عليه السلام ) : " كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا " . ( 2 ) فإنا نرى أن الإمام ( عليه السلام ) يبتعد عن الخوض في هذه المسألة لما رأى من أن الخوض فيها ليس لصالح الإسلام ، وأن الاكتفاء بأنه كلام الله أحسم لمادة الخلاف .
1 . الإسراء : 86 . 2 . التوحيد للصدوق : الباب 30 ، الحديث 2 .
126
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 126