قلت : أما نصير الدين الطوسي ، فإنا نشكر التفتازاني على قناعته بهذا المقدار من الشتم والسب له ! نشكره على اكتفائه بهذا المقدار ! فإن ابن تيمية ذكر في الشيخ نصير الدين الطوسي بسبب تأليفه كتاب التجريد واستدلاله في هذا الكتاب على إمامة علي من كتب أهل السنة ، ذكره بما لا يمكن أن يتفوه به مسلم في حق أدنى الناس ، ذكره بما لا يقال ، ونسب إليه الكبائر والعثرات التي لا تقال ، وقد خصصنا ليلة للتحقيق حول هذا الموضوع ، وسنتعرض لكلامه بعون الله . هذا فيما يتعلق بالشيخ نصير الدين الطوسي . وأما أصل المطلب ، فإنا قد أقمنا الأدلة على إمامة علي من نفس كتبهم ، بينا صحة تلك الأدلة من نفس كتبهم ، وقد ذكرنا احتجاجاتنا بكل أدب ومتانة ووقار ، لم نتعرض لأحد منهم بسب أو شتم ، فأثبتنا إمامة أمير المؤمنين بالنص ، وأثبتنا إمامته بالعصمة ، وأثبتنا إمامته بالأفضلية ، كل ذلك من كتبهم ، كل ذلك بناء على أقوال علمائهم ، واستشهدنا بأفضل الطرق والأسانيد ، واستندنا إلى أشهر الكتب والمؤلفات ، لم يكن منا سب ولا شتم ولا تعصب ولا تعسف ، ثم نظرنا إلى أدلتهم في إمامة أبي بكر ، أما النص فقالوا هم : بعدم وجوده ، وأما الإجماع فلا إجماع حتى اضطروا إلى الاعتراف بعدم انعقاده ، وربما نتعرض لذلك في ليلة خاصة ، وأما الأفضلية فتلك أفضل أدلتهم ، وقد نظرنا إليها واحدا واحدا على ضوء كتبهم ، فما ذنبنا إن لم يتم دليل على إمامة أبي بكر ؟ وتم الدليل من كتبهم على إمامة علي . لماذا لا يريدون البحث عن الحقيقة ؟ لماذا تكون الحقيقة مرة ؟ لماذا يلجؤون إلى السب والشتم ؟ ولماذا هذا التهجم ؟ ألا يكفي ما واجهه علماؤنا منذ العصور الأولى إلى يومنا هذا ، من سب وشتم وقتل وسجن وطرد وإلى آخره ؟ إلى متى ؟ ولماذا هذا ؟ نحن نريد البحث عن أمر حقيقي واقعي يتعلق بمن نريد أن نقتدي به بعد رسول الله ، نريد أن نجعله واسطة بيننا وبين ربنا ، في أمورنا الاعتقادية وفي أمورنا العملية ، أي في الأصول والفروع وفي جميع الجهات ، نريد أن نبحث عن الحقيقة ونتوصل إليها ، فإذا وصلنا إلى