ولفظ " التمسك " تجدونه في مسند عبد بن حميد [1] ، وفي الدر المنثور [2] ، وغيرهما من المصادر . وأنتم لو راجعتم اللغة لوجدتم معنى " الأخذ " في مثل هذا المقام ، ومعنى " التمسك " في مثل هذا المقام هو " الاتباع " . لكن كلمة " الاتباع " أيضا من ألفاظ حديث الثقلين ، وهذا ما تجدونه في رواية ابن أبي شيبة [3] . وفي رواية الخطيب البغدادي [4] لفظ " الاعتصام " بدل لفظ " التمسك " و " الأخذ " ، يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله وعترتي " ، و " الاعتصام " في اللغة العربية في الكتاب والسنة وفي الاستعمالات الفصيحة هو " التمسك " . ولذا نرى في الحديث المتفق عليه - أي الموجود في كتب أصحابنا وفي كتب القوم - عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتفسير قوله تعالى : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) * [5] يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) : " نحن حبل الله " . حديث الصادق ( عليه السلام ) هذا بتفسير الآية المباركة موجود في تفسير الثعلبي ، وفي الصواعق المحرقة [6] ، وبعض المصادر الأخرى . وإذا راجعتم تفسير الفخر الرازي [7] في تفسير هذه الآية المباركة ، وأيضا تفسير
[1] منتخب مسند عبد بن حميد : 265 . [2] الدر المنثور ، الجامع الصغير ، إحياء الميت : 12 . [3] مصنف ابن أبي شيبة 10 / 505 رقم 10127 - الدار السلفية - الهند - 1401 ه . [4] مفتاح النجا للعلامة البدخشي عن المتفق والمفترق للخطيب . [5] سورة آل عمران : 103 . [6] الصواعق المحرقة : 233 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1414 ه . [7] تفسير الرازي 8 / 173 .