الخازن [1] وبعض التفاسير الأخرى ، لرأيتم أنهم يذكرون حديث الثقلين في تفسير الآية المباركة ، وقد عرفنا أن الاعتصام هو " التمسك " ، و " التمسك " يرجع إلى " الاتباع " أيضا ، وذلك موجود أيضا بسند صحيح في مستدرك الحاكم [2] . وإذا وجب " الاتباع " ثبتت الإمامة بلا نزاع ، فيكون علي وأهل البيت ( عليهم السلام ) خلفاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بعده . لكن حديث الثقلين ورد بلفظ " الخليفتين " أيضا ، كما تجدونه عند أحمد في المسند [3] ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة [4] ، وفي المعجم الكبير للطبراني ، يقول الحافظ الهيثمي بعد أن يرويه عن المعجم الكبير للطبراني يقول : ورجاله ثقات [5] ، وكذا صحح الحديث جلال الدين السيوطي [6] . والألطف من هذا ، عندما نراجع فيض القدير في شرح الجامع الصغير [7] يقول المناوي بشرح كلمة " عترتي " يقول : وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فلاحظوا ، ألفاظ هذا الحديث كيف تنتهي إلى الإمامة والخلافة ، وإلى تعيين الإمام والخليفة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فظهر : أن هذا الحديث بجميع ألفاظه يؤدي معنى واحدا ، وهو معنى الإمامة ، أما بلفظ " الخليفتين " فهو نص ، ولا خلاف في هذا ، وأي لفظ يكون أصرح في الدلالة على الإمامة والخلافة من هذا اللفظ ؟ ! " إني تارك فيكم خليفتين - أو الخليفتين - : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي " .
[1] تفسير الخازن 1 / 277 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1415 ه . [2] المستدرك على الصحيحين 3 / 109 . [3] مسند أحمد 6 / 232 رقم 21068 و 244 رقم 21145 . [4] كتاب السنة لابن أبي عاصم : 336 رقم 754 - المكتب الإسلامي - بيروت - 1405 ه . [5] مجمع الزوائد 9 / 165 - دار الكتاب العربي - بيروت - 1402 ه . [6] الجامع الصغير بشرح المناوي 3 / 14 . [7] فيض القدير 3 / 14 شرح حديث 2631 - دار الفكر - بيروت - 1391 ه .