و التحقيق في المسألة أن يقال : إنّ الموضوع المستنبط الصادر عن الشارع في المسألة لفظان ، أحدهما : الطعام و الشراب في صحيحة محمد بن مسلم « لا يضرّ الصائم ما صنع إذا اجتنب أربع خصال : الطعام ، و الشراب ، و النساء ، و الارتماس في الماء » [1] و الآخر « الأكل ، و الشرب » كما في رواية اخرى [2] .
أمّا المعتاد من الطعام و الشراب و هو المأكول و المشرب ، فكالخبز و الفواكه و مياه الأنهار ، و أمّا غير المعتاد منهما فكالجصّ ، و مياه الأنوار .
و أمّا المعتاد من الأكل و الشرب فكلّ ما يزداد و ينحدر من الفم مأكول أو مشروب ، معتادين كانا أو غيره .
و أمّا غير المعتاد منهما ، فكالأكل من القفا ، و الشرب من الأنف .
و بين الموضوعين على تقدير انصرافهما إلى المعتاد عموم من وجه لتصادقهما على المعتاد من الطعام و الشراب المأكول و المشروب من الفم ، و تفارق الطعام و الشراب في المعتاد المأكول و المشروب من الأنف ، و تفارق الأكل و الشرب في الأدوية و المعاجين المأكولة و المشروبة من الفم .
و إذ قد عرفت ذلك .
فأمّا غير المعتاد من الطعام و الشراب كالأدوية و المعاجين فهو و إن خرج عن منصرف الطعام و الشراب إلَّا أنّه لم يخرج عن إطلاق الأكل و الشرب المعتادين إذا كان أكله أو شربه من الفم ، كما أنّ غير المعتاد من الأكل و الشرب من

[1] الفقيه 2 : 67 ح 276 ، التهذيب 4 : 189 ح 535 و ص 202 ح 584 و ص 318 ح 971 ، الاستبصار 2 : 80 ح 244 و ص 26184 ، الوسائل 7 : 18 ب « 1 » من أبواب ما يمسك عنه الصائم و وقت الامساك ح 1 .
[2] الوسائل 7 : 19 الباب المتقدم ح 3 .

588