1 - منها : قوله تعالى * ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيه مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكاذِبِينَ ) * [1] قوله : « فيه » أي في عيسى عليه السّلام ، قوله « نبتهل » أي نتباهل بأن نقول : « بهلة الله على الكاذب منا و منكم » ، و البهلة - بالضم و الفتح - : اللعنة ، هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في كلّ دعاء يجتهد فيه و إن لم يكن التعانا ، نزلت الآيات في وفد نجران العاقب و السيد و من معهما ، و لما دعاهم النبي صلَّى الله عليه و آله إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع و ننظر ، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقب - و كان ذا رأيهم - : يا عبد المسيح ، ما ترى ؟ قال : و الله لقد عرفتم أن محمد نبيّ مرسل ، و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، و الله ما به اهل قوم نبيا قطَّ فعاش كبيرهم ، و لا نبت صغيرهم . فإن أبيتم إلا إلف دينكم ، فدعوا الرجل ، و انصرفوا إلى بلادكم . و ذلك بعد أن غدا النبي صلَّى الله عليه و آله آخذا بيد علي و الحسن و الحسين بين يديه ، و فاطمة خلفه و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة . فقال الاسقف : إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . فقالوا : يا أبا القاسم ، إنا لا نباهلك ، و لكن نصالحك ، و صالحهم رسول الله على أن يؤدّوا إليه في كل عام ألفي حلَّة ، ألف في صفر ، و ألف في رجب . و على عادية ثلاثين درعا ، و عادية ، ثلاثين فرسا ، و ثلاثين رمحا . و قال : « و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلَّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا