أليتيه و باطن ساقيه . انتهت مراتب كمال الاستخارة بمعنييها الأخيرين بموجب النصوص المعتبرة الواردة و إلَّا فلا تنتهي إلى ما ذكر ، بل تزداد بازدياد كلّ ما له مدخلية في استجابة الدعاء ، و بعد الشيطان عنه من شرف المكان و الزمان و الأحوال و الأقوال و الأفعال لأن المفروض كون المقام نوع منه . و أمّا كيفية الاستخارة بالمعنى الأول - و هو استعلام الخير - فعلى أقسام : 1 - منها : الاستخارة بالمشاورة . و كيفيتها المأثورة : أن لا يشاور في الأمر أحدا حتى يبدأ فيستخير الله فيه أولا ، ثمّ يشاور فيه ، فإنّه إذا بدأ با لله أجرى له الخيرة على لسان من يشاء . 2 - و منها : الاستخارة بالسبحة أو الحصى . و كيفيتها المأثورة : أن تقرأ « الفاتحة » عشر مرات و أقله ثلاثا و دونه مرة ، ثمّ تقرأ « القدر » عشرا ، ثمّ تقول هذا الدعاء ثلاثا أو مرة : « اللَّهمّ إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور ، و أستشيرك لحسن ظني بك في المأمول و المحذور ، اللَّهمّ إن كان هذا الأمر الفلاني ممّا قد نيطت بالبركة أعجازه و بواديه ، و حفّت بالكرامة أيامه و لياليه ، فخر لي اللهم خيرا لي فيه خيرا تردّ شموسه ذلولا ، و تقعض [1] أيامه سرورا ، اللهم إمّا أمر فآتمر ، و أما نهي فأنتهي ، اللَّهُمَّ إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية » [2] ، ثمّ تقبض على قطعة من السبحة أو كفّ من الحصى ، و تضمر الأمر في زوجيّة العدد المقبوض ، و النهي في فرديته ، أو بالعكس .
[1] يقال : قعضت العود ، أي عطفته . [2] بحار الأنوار : 91 / 247 ح 1 و ص 248 ح 2 .