و نحوه . نعم ، الَّذي يجب على الناس في الموضوعات هو عدم إغراء الجاهل . و أمّا سكوتهم عند الاستشارة ، فكعدم إصغائهم لسؤال السائل ، و عدم إجابتهم لدعوة الداعي لا يحرم و لا يقبّح من حيث هو ، و ليس مثل ردّ السلام واجبا . و ثانيا : لو سلَّمنا وجوبه من حيث هو كردّ السلام كما يجب عليهم من حيث استلزامه لمثل هلاك نفس محترمة و نحوه ، و لو لم يكن في مقام الاستشارة ، إلَّا أنّ الحكم في المقيس ممنوع ، ضرورة أنّه ليس كلَّما يجب على الناس يجب على الله بالأولويّة ، إلَّا ما كان وجوبه عقليّا ، كحسن العدالة و قبح الظلم . و أمّا ما كان وجوبه شرعيّا كأغلب تكاليف الموالي للعبيد ، من مثل * ( « لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً » ) * ، و « لا يقتل بعضكم بعضا » ، و « لا يتصرّف بعضكم في مال آخر إلَّا بإذن منه » ، و « يجب عليكم تحفّظ الأيتام » ، و « جواب السلام » [1] ، و « إطعام الطعام » ، كنصح المستشير على تقدير القول به ، فلا يجب على المولى قطعا ، فضلا عن الأولويّة ، كما لا يخفى . و أمّا مقايسة إرشاد المسترشد بنصب الرسل و إنزال الكتب في وجوبه على الله بقاعدة اللطف فقياس مع الفارق من جهة : أنّ اللطف الواجب في الاصطلاح خاصّ بما يقرّب العبد إلى الطاعة ، و يبعّده عن المعصية ، لا مطلق ما يقرّبه إلى المنافع و المصالح ، و يبعّده عن المضارّ و المفاسد ، و لو من الأمور الدنيويّة ، بل لعلّ التقريب إلى المنافع و المصالح الدنيويّة خلاف اللطف المصطلح وجوبه على الله