الصلاة و طلب الخير و الاستشارة و الاسترشاد منه ، و التوكَّل و الاعتماد عليه ، و تفويض الأمر إليه ، و حسن الظنّ به ، فلا غرو و لا عجب ، و لا ندور في طريقيّة الاستخارة و القرعة بتلك الضمائم و الأسباب المنضمّة إليه الملزمة لتنجيز مواعيده تعالى ، سيّما بعد تصريحه تعالى بطريقيّته كما عرفته من أدلَّتها المتقدمة من الكتاب و السنّة . فإن قلت : لو كانت الخيرة و القرعة من الطرق الواقعيّة لا التعبّديّة الصرفة فما وجه ما نراه في مؤدّى الخيرة و القرعة من التخطَّي و التخلَّف و عدم الايصال إلى الواقع في كثير من الأحيان و الموارد ؟ . قلت : دفع هذه الشبهة ، أوّلا : بالنقص بجميع الأمارات و الطرق الواقعيّة حيث لم يكن منها طريق و أمارة إلَّا و له مادّة تخلَّف عن الواقع أحيانا حتى الطرق المنجعلة كالعلم و التواتر . و ثانيا : بالحلّ بأنّ ما يتّفق من تخلَّف الطريق و الأمارة عن الايصال إلى الواقع بعد ثبوت الطريقيّة له ، فلا بدّ من حمله على الندور و الشذوذ الغير المنافي لطريقيّة الطريق و أماريّته المنوطة بواسطة الجعل بغلبة الوصول و الايصال . أو حمله على حصول مانع أو انتفاء شرط من شروطه المأثورة من توجّه القلب و الصلاة و الدعاء و التوكَّل و التفويض و حسن الظنّ با لله تعالى ، كما يرشد إليه ما عن التهذيب صحيحا عن جميل ، قال : « قال الطيّار لزرارة : ما تقول في المساهمة أ ليس حقّا ؟ فقال زرارة : بل هي حقّ . فقال الطيّار : أ ليس قد ورد أنّه يخرج سهم المحقّ ؟ قال : بلى .