الخيرة « [1] ظاهرة في طريقيّة الاستخارة و الموصليّة إلى المنافع و المقاصد المقصود انكشافها ، خصوصا تعليلات العمل و الأخذ بمؤدّى القرعة » بأنّه يخرج سهم المحقّ « [2] و » بأنّ من خرج سهمه بالقرعة فهو المحقّ « [3] كالصريح في الطريقيّة و الموصليّة إلى الواقع . فإن قلت : إنّ مؤدّى الاستخارة و القرعة إذا لم يكن طريقا في نفسه ، فكيف يمكن أن يجعله الشارع طريقا بالجعل ! أ ليس ذلك من قبيل قلب الماهية المحال ، و جعل النار ماء ، و الماء نارا ؟ . قلت : هذا ليس من قبيل ما ذكر من قلب الماهية المحال ، و جعل النار ماء و بالعكس ، بل هو من قبيل تبديل الخواصّ و الآثار ، أعني : من قبيل جعل آثار النار و خواصّه في الماء و بالعكس ، و هو أمر ممكن ، بل واقع كثيرا من القادر المطلق تعالى في جعله النار نورا على إبراهيم . فإن قلت : سلَّمنا إمكان جعل آثار ذات الطريق من الموصليّة و الايصال في غير ذي الطريق من القادر المطلق تعالى إلَّا أنّه بملاحظة كونه من خوارق العادات نادر جدّا ، بل معدوم النظير في خصوص الأمارات المعتبرة طريقا إلى الواقع شرعا . قلت : ندور طريقيّة الاستخارة و القرعة في الكشف و الايصال إلى الواقع إنّما هو مع قطع النظر عن أسبابه و مقتضياته المحصّلة له . و أمّا بالنظر إلى أسبابه و مقتضياته المحصّلة من مثل الأدعية المأثورة له من