الحميراء على أمير المؤمنين عليه السّلام ، حيث جيّشت الجيوش عليه ، و قتلت من المعسكرين ثمانين ألف مسلم و ما ندمت . و منها حدثت فتنة صفّين و الخوارج ، و دولة بني أميّة و بني مروان ، و سائر دول الجائرين إلى قيام القائم ، كلّ ذلك ليس إلَّا بواسطة الحسد و حبّ الدنيا و الجاه و الرئاسة و المال و الراحة و الشهوات . و من اسوإ عواقب حبّ الدنيا و أخزى خواتمه السوء التي هي شرّ من عقوباته انّه إذا لم يتمكَّن الشيطان من أن يغلب المحبّين للدنيا و يخدعهم في شيء من أيّام عمرهم ، ترقّب بهم الفرص و الخدع إلى حين الممات ، فإذا ضعفت القوى و غلب عليهم سكرات الموت ، اغتنم الفرصة ، و زيّن لكلّ ما هو محبوبه ، من الصحّة و الراحة ، و الجاه و الرئاسة ، و النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضّة و الخيل المسوّمة بأحسن صورة ، و أكمل زينة ، أتمّ شهوة ، و أخفى خدعة ، و ألطف صحبة ، و قال له : اطعني أعطك كلَّما هو محبوبك المزيّن في نظرك من الصحّة و الراحة ، و الجاه و الرئاسة ، أو المال و النسوة ، أو البنين و الحفدة ، أو القناطير المقنطرة من الذهب و الفضّة ، فيعد له بهذا التسويد و التزيين عن الايمان إلى الكفر ، أو يشغله بمحبوبه المزيّن في نظره إلى أن يخرج من الدنيا مشتغلا بمجامعته و ملامسته [1] ، فخرّ هنالك الدنيويّون ، ذلك هو الخسران المبين . و في روضة الكافي : عن زرارة قلت له قوله تعالى :