و الرئاسة و النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضّة و نحوها . فإنّ أوّل ما عصي الله فيه ، استكبار ابليس على آدم ، و امتناعه من السجدة له ، و منشؤه الحسد و حبّ الجاه و الرئاسة ، ثمّ قتل قابيل هابيل ، و منشؤه كذلك الحسد و حبّ الجاه و الرئاسة ، ثمّ تشريد أخاه هبة الله ، فإنّ أخاه هبة الله لما دفن أباه آدم أتاه قابيل فقال له : انّي رأيت أبي آدم خصّك من العلم بما لم اخصّ به ، و هو العلم الَّذي دعا به أخوك هابيل ، فتقبّل قربانه فانّك إن أظهرت من العلم الذي اختصّك به أبوك أقتلك كما قتلت أخاك هابيل ، فلبث هبة الله و العقب منه مستخفّين بما عندهم من الايمان و العلم ، و الاسم الأكبر ، و ميراث العلم ، و آثار العلم النبوّة حتى بعث نوح عليه السّلام . و كذلك ما فعل إخوة يوسف به ، و ما فعلت امرأة العزيز به ، و به يحيى ما صنع ، و ما فعل نمرود ، و شدّاد و فرعون و هامان و قارون و بلعم ، حيث كذّبوا الرسل ، و أسروهم ، و حسبوهم ، و أحرقوهم ، و قاتلوهم ، و جادلوهم ، و خاربوهم ، و شرّدوهم ، فغرقوا و صعقوا ، و خسفوا و مسخوا بذلك . كذلك فذا جدّ بن ملجم [1] عشق امرأة يقال لها : رباب ، فعقر لها ناقة صالح ، كما عشق ابنه عبد الرحمن بن ملجم قطام ، و قتل لها أمير المؤمنين عليه السّلام ، و ما فعلت قريش و المنافقين بالنبيّ و آله ، من تكذيبهم و إيذائهم و تشريدهم و مقاتلتهم و محاربتهم ، و اذاقتهم السموم و الهموم . و كذلك خروج الضفير [2] على يوشع عليه السّلام وصي زوجها موسى ، كخروج
[1] المناقب لابن شهرآشوب 3 : 309 . [2] كذا في الأصل ، و في المصدر : صفراء بنت شعيب ، و هي زوجة موسى ، حيث خرجت على وصيّه يوشع بن نون كما خرجت عائشة على وصيّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله الإمام علي عليه السّلام . انظر : كمال الدين : 27 .