واديان من ذهب لابتغى واديا ثالثا « [1] . و منها : جميع ما وقع و ما يقع بين أبناء الدنيا حتى بين أخوين لأب و أمّ واحد ، من الفتن و البغضاء و الشحناء ، و العداوة و التشاكس ، و الجدال و النزاع ، و القتال المورثة للنفاق و الفراق ، و العراك و الهلاك ، و تلف الأموال و الأنفس و الأعراض و الدول ، بل ما من شيء من المصائب و المناقص و المضار الدنيويّة من الأمراض و الأسقام و الآلام و الأوجاع ، و الفقر و الفاقة ، و الآفات و العاهات على النفس و المال و العرض ، إلَّا و هو مسبّب عن ذنب ، و كل ذنب مسبّب عن حبّ الدنيا ، فالكلّ مسبّب عن حبّ الدنيا . أمّا حصر المصائب و المناقص و المضار في الذنوب فيكفي الدليل عليه من الآيات عموم الحصر من قوله تعالى * ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) * [2] . و قوله تعالى : * ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) * [3] ، حيث لم يستثن من عمومها إلَّا مصائب الأولياء ، فانّها لمزيد الأجر من غير ذنب . و من الروايات ما في الوسائل [4] و الصافي [5] ، عن الكافي [6] ، عن
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17 : 14 . [2] النساء : 79 . [3] الشورى : 30 . [4] الوسائل 15 : 299 ب « 40 » . [5] تفسير الصافي 1 : 472 . [6] الكافي 2 : 445 ح 6 .