responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعه رسائل ( فارسي ) نویسنده : السيد عبد الحسين اللاري    جلد : 1  صفحه : 482


بلذائذ حقيقيّة ، بل مجرّد رفع الآلام ، كما ترى انّ لذّة الطعام مجرّد رفع ألم الجوع ، و لذّة الشراب مجرّد رفع ألم العطش ، و لذّة النكاح مجرّد رفع ألم الشهوة ، إذ لو كانت لذائذ حقيقيّة لم يرتفع بمجرّد ارتفاع تلك الآلام ، مضافا إلى انّه لو فرض في بعضها لذّة حقيقيّة على وجه الندور ، لكن بواسطة سرعة الزوال و الفناء فيها لا تعدّ في مقابل اللذائذ الحقيقيّة الأخرويّة الباقية الدائمة المتزايدة بلذائذ أصلا و رأسا ، فإيثارها على حبّ اللذائذ الأخرويّة و إن كان في مقام العمل و الفعل الا الحكم و القول ، إلَّا انّه أيضا كإيثار المرجوح على الراجح في مقام الحكم و القول في القبح العقلي من غير فرق ، و ان قيل بالفرق بينهما ، أ لا ترى انّه لو قدم إلى أحد طعامان أحدهما مرّ و غير لذيذ ، و الآخر حلو و لذيذ ، فقدّم أكل المرّ على الحلو ، و الغير اللذيذ على اللذيذ من غير داع عقلائي عدّ عند العقل و العقلاء من أسفه السفهاء ، كما لو حكم قولا بترجيح المرّ على الحلو ، و الغير اللذيذ على اللذيذ .
فتلخّص ممّا ذكرنا ثبوت ما ادّعيناه من الحرمة النفسيّة في حبّ الدنيا بالأدلَّة الأربع من الكتاب و السنّة و الإجماع و العقل بوجوه شتّى ، و تقريراته العديدة حسب ما عرفتها بالتفاصيل الأكيدة .
جزى الله الأئمّة من أهل بيت العصمة عن هذه الأمّة بأفضل رحمة و نعمة ، كما أتمّوا الحجّة و البيان على الانس و الجان ، و بلَّغوا أسرار الايمان التي اعتراها الكتمان في سالف الأزمان بأبلغ تبيان و عرفان ، بحيث لم يبق في البين حيران ، و لا للشّبه ميدان ، و مع ذلك كلَّه الأمان الأمان من حبّ الدنيا و تسويل الشيطان ، الراسخ في القلوب و الأبدان ، الموجب للطغيان و الكفران ، و الحرمان و الخسران .

482

نام کتاب : مجموعه رسائل ( فارسي ) نویسنده : السيد عبد الحسين اللاري    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست