باب حرمة حبّ الدنيا و حرمة حبّ الرئاسة فإنّ ذلك ظاهر في إجماعهم على فهم الحرمة النفسيّة من نصوصها ، و بالإجماع الظاهر أيضا من الجواهر [1] حيث قال في باب الشهادات : لا يخفى [ عليك ] انّ المصنّف و غيره ممّن تعرّض لذكر بعض ما يقدح في العدالة ليس [ غرضه ] حصر ذلك فيما ذكره ، ضرورة عدم انحصار الأمر في ما ذكره ، لمعلوميّة حرمة امور كثيرة لم يذكروها كمعلوميّة كونها من الكبائر - إلى أن قال - : وفاقا لمّا نقله عن الأردبيلي . أيضا و منها : حبّ الدنيا ، و منها : حبّ الرئاسة ، و منها : حبّ الطمع . . إلخ . و منها : اعتضاد حرمته النفسيّة أيضا بالاعتبار العقلي ، بتقريب انّ في حبّ الدنيا بالحبّ القويّ الَّذى هو محلّ النزاع مظنّة للضرر العظيم ، و هو العذاب الأليم ، و دفع الضرر المظنون واجب عقلا ، أو بتقريب انّ العقل يستقبح حبّ القبيح ، و هو الدنيا فضلا عن إيثاره على حبّ ضدّه الآخرة ، فانّه ترجيح للمرجوح على الراجح القبيح عند العقل و العقلاء أيضا ، و ذلك لأنّ اللذائذ الدنيوية غالبا ليست