أبغض الآخرة و عاداها ، و هما بمنزلة المشرق و المغرب ، و ماش بينهما كلَّما قرب من واحد بعد من الآخر ، و هما بعد ضرّتان « [1] . و قال عليه السّلام : « من هوان الدنيا على الله أن لا يعصى إلَّا فيها ، و لا ينال ما عنده إلَّا بتركها » [2] . و في الكافي [3] بإسناده عن الصادق عليه السّلام : « مرّ رسول الله صلَّى الله عليه و آله بجدي أسد ملقى على مزبلة ميّتا ، فقال لأصحابه : كم يساوي هذا ؟ فقالوا : لعلَّه لو كان حيّا لم يساو درهما . فقال النبي صلَّى الله عليه و آله : و الَّذي نفسي بيده الدنيا أهون على الله من هذا الجدي على أهله » . و قوله عليه السّلام : « انّما مثل الدنيا كمثل الحيّة ، ما ألين مسّها و في جوفها السمّ الناقع ، يحذرها الرجل العاقل ، و يهوي إليها الصبي الجاهل ، و انّ الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربه ماء » [4] . و قول الأمير عليه السّلام : « و الله ما دنياكم عندي إلَّا كسفر على منهل ، رحلوا إذا صاح بهم سائقهم ، و لا لذّاتها في عينى إلَّا كحميم أشربه غسّاقا أو علقم زعاقا ، أو سمّ أفعى أسقاه دهاقا ، أو قلادة من نار أوهقها خناقا » [5] . الحديث .
[1] خصائص الأئمّة : 96 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18 : 264 ، غرر الحكم و درر الكلم : 140 ، بحار الأنوار 73 : 129 ح 133 . [2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 99 ، مجموعة ورام 1 : 137 ، عنهما بحار الأنوار 73 : 132 ح 136 . [3] الكافي 2 : 129 ح 9 ، عنه بحار الأنوار 73 : 55 ح 27 . [4] الكافي 2 : 246 ح 5 ، عنه بحار الأنوار 73 : 75 ح 28 . [5] أمالي الشيخ الصدوق : 620 ، عنه بحار الأنوار 40 : 345 ح 29 .