فنقول : أمّا محل النزاع فتفصيل الكلام فيه أن يقال : أمّا الدنيا فعبارة عمّا عدا الآخرة من كلَّما هو في معرض الفناء و عالم الزوال المقابل بكلّ ما هو خلافه ، ممّا هو في معرض البقاء و عالم الآخرة من الصحّة و الراحة ، و العزّ و الجاه ، و الرئاسة و السلطنة ، و النساء و البنين ، * ( وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالله عِنْدَه حُسْنُ الْمَآبِ ) * [1] . و أمّا حبّه فيختلف باعتبار كلّ من جهاته و موارده و مراتبه . فأمّا من جهاته فباعتبار أنّ من الدنيا ما يحبّه المكلَّف من جهة محض مقدّميّته و موصليّته إلى الطاعة ، كحبّ الاستطاعة لمحض الحجّ ، و النصاب لمحض الزكاة و المال لمحض الإنفاق و الصدقة و الكفّ عن الحرام . و منه ما يحبّه من جهة مقدّميّته و موصليته إلى الحرام ، كالرئاسة للجور و الظلم ، و المال للإسراف و التبذير ، و الزينة للشهرة ، و العلم للسمعة . و منه ما يحبّه لنفسه لا لأجل المقدّميّة الموصليّة إلى شيء . و أمّا اختلافه باعتبار موارده ، فمن حيث تعلَّقه تارة بمبغوضات الشارع و منهياته ، كحبّ الجور و الظلم ، و تارة بمحبوباته و مطلوباته ، كحب العدل و الإحسان ، و ثالثة بمباحاته ، كحبّ الطيّبات من المطاعم و المشارب و المناكح . و أمّا اختلافه باعتبار مراتبه من حيث القوّة و الضعف فباعتبار أنّ ميل النفس إلى مثل الطعام اللذيذ ؛ أمّا أن يكون على وجه يساوي الميل إلى ضدّه ، أو