بسم الله الرّحمن الرّحيم الكلام في عقوبة حبّ الدنيا و سوء عاقبته ، و تفصيل الكلام فيهما انّه اختلف علماؤنا المخلصون بعد اتّفاق النصوص و الفتاوى في الجملة على حرمة حبّ الدنيا في أنّ حرمته هل هي حرمة نفسيّة كالزنا و شرب الخمر كما هو ظاهر النصوص ، و عناوين محدّثيها ، و صريح استاد أساتيدنا الأعلام السيد علي التستري طاب ثراه ، أم حرمة غيرية ، كحرمة المقدّمات المفضية إلى الحرام ، من السعاية و الإعانة عليه ، كما عليه استادنا الروحاني الفاضل الهمداني طاب ثراه ؟ على قولين ، بل عمل أكثر أصحابنا الغفلة ، وفاقا للعوام و الجهلة على خرق هذين القولين ، و ترتيب آثار الوجوب النفسي العيني التعييني عليه في البين ، بل كثيرا ما نرى منهم تقديم آثاره عند التعارض على آثار سائر الواجبات النفسيّة المزاحمة له ، كتقديم حفظ بيضة الاسلام على جميع الواجبات النفسية المزاحمة له ، حتى على نفوس الأنام ، بل و كثيرا من المنهمكين في حبّ الدنيا ، و المقتحمين في حطامها و رئاستها و زخارفها من يزعم وجوب ذلك عليه .
فالأقوال إذا ثلاثة ، و تحقيق الحقّ منها يتوقّف على تشخيص محل النزاع و منشئه و علاجه ، و ثمرة كلّ من الأقوال و نصوصه ، و دلالته و بيان عقوبات حبّ الدنيا و سوء عواقبه .

455