الجهات الدينية و الفوائد الكلية الراجحة المخالفة من المرجوحية و المحظورة الاخروية ، لأن الشجرة المنهية كانت من دار الهبوط إلى الارض و تحمل مشاقها و عنائها و بلائها المقررة لأنبياء و الاولياء من العبادة و الرياضة و الشهادة و المجاهدة و قوة المقاومة مع شياطين الانس و الجن و التناكح و التناسل و لوازم البشرية ، لا من دار الخلود مع الملائكة في الجنة و نعيمها و روحها و ريحانها * ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّه ) * [1] * ( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ) * [2] فافهم و استقم و تدبر و اعتبر . و منها : قوله تعالى * ( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) * [3] تأويله : من الظالمين بنفسك ، لكن لا بنقصها و وضعها في غير محلها من العادة الدينية ، بل بنقصها و وضعها في غير محلها من الراحة البدنية الدنيوية المعدة لها من النعيم ، و تبعيدها عن ساحة قرب الكريم إلى دار التعب و العناء و البلاء العظيم ، التي أهونها ابوته و مقاومته و مجاهدته و مجالسته و مقابلته و محاجته الظالمين ، مثل : قابيل و أولاده ، و ابليس و جنوده ، فاختيارهم العناء على الراحة ، و البلاء على العافية ، توجيها للمصالح الكلية النوعية على الراحة الشخصية الجزئية ، ليس من العصيان ، و لا من ترك الاولى و النقصان ، بل من « أفضل الأعمال أحمزها » [4] و « أمرنا صعب مستصعب لا يتحمّله إلَّا نبيّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان » [5] كما كان