مائة و ستين جلدة و في الخبر : بحدّين : حدا للنبوة ، و حدا للإسلام [1] . و منها : جواب موسى عليه السّلام لفرعون لما قال له * ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) * [2] حيث فسّرها الخاصة [3] تبعا للعامة [4] بالجاهلين بأن الوكزة تفضي إلى القتل ، أو الناسين أو المخطئين في القتل ، أو بما من العيون بالضلال عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ، و كل منها بظاهره مناف لمحكمات عصمة الانبياء و تنزيههم عن كل نقص و خطأ فالصواب في الجواب الرجوع إلى محكمات الكتاب التي هي ام الكتاب أو تأويله بالضالين عن طريق الباطل و الدين العاطل ، و عن طريق الاتهام بالقتل و الكفر لعدم كون الوكزة من الاسباب العادية للكفر و القتل ، بل افضاءها إلى القتال من خوارق العادة التي ينبغي عدّها من معجزات النبوة لا من اسباب القتل و الكفر . و المراد من تفسير العيون بالضال عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك و الَّا لم يصلح عذرا للقتل و لا تنزيها عن النقص ، و حينئذ يكون الجواب بالضالين عن قوله تعالى * ( وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ ) * [5] نظير الجواب بقوله : و أنا من الكافرين بالباطل من طريقتك أو دينك أو انتهائك إيّاي بالقتل و الكفر ، و هو نوع من التجنيس و انواع البديع ، او المراد : أنا من الجاهلين بنعمتك ، أي : لم أر لك نعمة و لا دنيا حتى أكون من الكافرين بها أو من الجاهلين بكون القاتل الوكزة ، أي : لم