منها : انّه ودّ ان يكون له ما لغيره و أمثاله ، فنبّهه الله تعالى بهذه القصة فاستغفر و أناب . و منها : انّه خطب مخطوبة اوريا أو استنزله عن زوجه على وجه مباح كما واسى المهاجر و الانصار بهذا المعنى و ان كان بالنسبة إلى الانبياء خلاف الاولى فعوتب على ترك الاولى . و منها : ان قوما قصدوا قتله فتسوّروا المحراب و دخلوا عليه فوجدوا عنده اقواما ، فاحتالوا بهذا التحاكم ، فلما علم بمفاد غرضهم همّ أن يقتلهم و ينتقم و يترك الاولى - و هو العفو - فظن ان هذا ابتلاء من الله تعالى ، فاستغفر ربّه و أناب و عفى عنهم ، ثمّ إنّ الخوف و الفزع و الخشية من هذا الافتتان و الامتحان المشار إليه بقوله تعالى * ( فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ ) * [1] الآية ، و قوله تعالى * ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَالله أَحَقُّ أَنْ تَخْشاه ) * [2] متشابه آخر من جهة اخرى ، و تأويله : ان ذلك الخوف من الناس ليس على الأمر الدنيوي ، بل انّما هو على الامر الديني ، اما من جهة الاشفاق على نفسه صلى الله عليه و آله و سلم من تحمل تلك المشاق العظيمة من التكاليف و الاتهامات الشاقة خصوصا على النفوس القدسية المقدسة بقدس الله الراجع اتهامه إلى الله تعالى و انتهاك حرماته و جاهه أو من جهة الاشفاق على الامة من ان يرتدوا على ادبارهم بإعابة انبياء الله و اتهامهم و إيذائهم و الافتراء عليهم بما يوجب الخسف و المسخ و نحوهما . و عن علي عليه السّلام : من حدث بحديث داود على ما يرويه القصّاص جلدته