لفارقت أرواحهم أبدانهم « [1] . و بعبارة : ان الشك و العلم بالشيء و أن كانا ضدّين بل نقيضين لا يجتمعان و لا يرتفعان و لكن مع ذلك لا مانع من اجتماعها إذا منع أحدهما الآخر من التأثير و التأثر ، فكما ان دواعي الجهل للجاهل ، و قوة الوهم في المتوهم ، و الوسوسة في الموسوس ، و غلبة العادة في المعتاد ، و قوتي الغضب و الشهوة ، قد تغلب العقل و العلم و تحجبهما و تمنعهما من التأثير و التأثر ، فكذلك الخوف الناشئ من عموم قدرة القادر المطلق ، و كلَّية عظمته ، و غلبة سطوته الغير المتناهية ، قد يغلب العلم و سائر القوى الظاهرية و الباطنية بالأولية القطعية نظير حجب السحاب نور النيّرين على وجه يجتمع مع ضدّ الظلمة و نظير غلبة شعاع الشمس على نور البصر المانع من رؤيته و مشاهدته . و أمّا الاشكال الثالث - و هو زيادة خوفهم على الرجاء - فهو ممنوع قطعا ، بل لمّا كان للخوف دون الرجاء آثارا ظاهرية و مشاهدة حسيّة ، كالانزجار و الانكسار و الغشاء و البكاء ، و الخضوع و الخشوع ، و الخشية و الهيبة ، بخلاف الرجاء توهّم ان خوفهم اكثر من الرجاء لأنّ آثاره في غاية الخفاء . و من جملة المتشابهات : قوله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السّلام * ( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِه ) * ، * ( وَابْيَضَّتْ عَيْناه مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) * ، و * ( تَا لله تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ ) * [2] ، إلى غير ذلك
[1] الكافي : 2 / 237 ح 25 باختلاف يسير . [2] يوسف : 13 و 84 و 85 .