* ( إِنَّ أَوْلِياءَ الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * [1] . و تارة : من جهة امتناع اجتماع ضدي الخوف و العلم بعدم تحقق أسبابه المخوفة في حقهم أو امتناع تحققها . و ثالثة : من جهة فرط خوفهم و شدته ينافي كونهم بين الخوف و الرجاء . أمّا الاشكال الأول فحلَّه : ان المعلوم من شاهد حال المعصوم قرينة صارفة للخوف على دنياه إلى الخوف على دينه ، و انتفاء مجرى الخير على يمينه و مزيد العنايات و الاضافات المترتبة على حياته و تبليغاته ، و كذلك الخوف من الخلق خوف على نفسه من تفويت بعض مراتب الكمال و الاكمال ، أو على الخلق من الضلال و الاضلال . و أما اشكال الثاني - و هو اجتماع الخوف من الشيء مع العلم بعدمه أو امتناعه - فحلَّه : انّ علم الخائف بعدم المخوف أو امتناعه لا تأثير له في قدرة القادر و لا مانع له من ايجاد المعدوم و لو كان ممتنعا بالعادة فان له خرق العادات بعموم القدرة على المقدورات و لا يصير الغير المقدور بالعادة غير مقدور بالذات و لا يخرجه من عموم الامكان و القدرة إلى الاستحالة و الممتنعات . و لمّا كان عموم قدرة القادر الحكيم و كلية سطوة السلطان العظيم غير متناهية التوصيف و لا مدركة بالكنه و التعريف كاد خوف العارفين من عموم قدرته و كلية سلطنته أن يبلغ الغشية و الصعق و الهلاكة إلى الغاية و غير النهاية ، كما تجلى نوره للجبل فجعله دكَّا و خرّ موسى صعقا [2] ، بل « لو لا الآجال التي كتبت عليهم
[1] يونس : 62 . [2] إشارة إلى الآية 143 من سورة الأعراف .