بالوحي يقرأه مخافة أن ينساه ، فكان لا يفرغ جبرئيل عليه السّلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله ، فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئا [1] . و هذا ممّا لا يليق بصبيّ فضلا عن نبيّ ، و تأويله : سنقرئك فلا تترك ما أقرأناك إلَّا ما شاء ان تتركه بالنسخ و التخصيص ، أو الاذن و الترخيص ، لا السهو و النسيان . و أما الروايات المزيدة في تشابه الآية فيزيد على تأويلها بذلك احتمال التقية و الكذب و الفرية الموجبة للطرح . و الحاصل انّ النسيان المنسوب إلى الانبياء كالنسيان المنسوب إلى الله تعالى في قوله * ( نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ ) * [2] مأوّل بالترك العمدي لا السهوي . و منها : قوله تعالى حكاية عن الكليم عليه السّلام * ( قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) * [3] ، و قوله تعالى لنبيّه * ( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى ) * [4] و تأويلها : ان الضال كما يطلق على الضال عن الحقّ كذلك يطلق على الضال عن الخلق ، أي على زعمهم كقوله تعالى حكاية عن الكليم عليه السّلام * ( وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ ) * [5] أي على غمّهم ، أو على الضال عند الخلق بمعنى المجهول لا الجاهل بينهم ، كما يقال للَّقيط و اللقطة المجهول صاحبه و مالكه الضال و الضالة بمعنى المجهول لا الجاهل .