المتشابه ، و يكون بيان تأويلها لعموم الناس منافيا للغرض الحكيم و حكمه و مصالحه المكنونة في أصل المتشابه و جعله المتشابه متشابها نظرا إلى ان مقتضى * ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) * [1] * ( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله ) * [2] يقتضي التبعية الصرفة بين الله و رسوله و خلفائه في المشيّة و متابعة الحكمة و المصلحة المقتضية لجعل المتشابه و بقائها على حالها أو تفسيرها بمثلها غالبا تبعا لحكمة الحكيم و التعبّد بحكم المقضية التبعية ، بل العينيّة في الأقوال و الاعمال . و منها : كما ان الأمر في العبادات مشروط بالتوقيف و منوط بالاقتصار على المأثور كمّا و كيفا كذلك إبراز اسرار علوم غيب الله التي لا * ( يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) * [3] ممّا * ( لا يَمَسُّه إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) * [4] و المرضيون و من هنا لما توفّى الكاظم عليه السّلام و استعلموا من زرارة الامامة من بعده لم يظهر للناس امامة الرضا عليه السّلام ، بل بعث ابنه إلى الحجاز لاستعلام حال الامامة بعد الكاظم عليه السّلام ، و الحال انّه رئيس الامامية و المتكلَّمين ، و روى في مقدار الأئمة و أشخاصهم و أعيانهم ما لا يحصى و ما لا يخفى على من دونه وسع ذلك لما ادركته الوفاة قبل رجوع ابنه بالخبر طلب القرآن و وضعه على صدره و عدّ الأئمّة إلى الكاظم عليه السّلام ، ثمّ قال بإمامة من في القرآن سرّه و اسمه و رسمه ، و لما بلغ خبره عليّ الرضا عليه السّلام وجّه فعله بأنّ لكلّ امام جديد عهدا جديدا أكيدا على شيعته ان لا يبرزوا سرا ، و لا يظهروا أمرا ، إلَّا بأمر جديد و اذن أكيد .
[1] النجم : 3 . [2] الانسان : 30 . [3] الجن : 26 - 27 . و الآية هكذا : عالم الغيب فلا يظهر [4] الواقعة : 79 .