الوجود الكريم . إن العدوان عليها عدوان على الحق ، وعلى الفطرة وعلى الإنسانية ، وعلى الفضل ، وذلك هو الذي يغضبها ، ويغضب الله ورسوله ، وكل عمل يأتي على وفق الفطرة ، ويصون هذا الوجود ، فهو الذي يرضيها ويرضي الرسول ويرضي الله . وبذلك تصلح أن تكون معيارا وميزانا حين ترضى ، وحين تغضب . ولنا أن نقرب هذا المعنى بالإشارة إلى شاهد قرآني وهو قوله تعالى : * ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض ، فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) * [1] . فإن الجسد الذي هو لحم وعظم لا يزال موجودا ، والذي فقد هو إرادته ، واختياره ، وعقله ، وخصائصه الإنسانية ، من نبل وكرم ، وعواطف ، ومشاعر ، و . . . إن الجسد قد أفرغ من محتواه بواسطة إزهاق روحه . الزهراء أم أبيها : ومن أغرب ما سمعناه مقولة أطلقها البعض مفادها : إن الزهراء عليها السلام قد عوضت النبي ( ص ) عن عطف الأم ، حيث إن أمه ماتت ، وهو لا يزال طفلا ، فلأجل ذلك أطلق عليها لقب : أم أبيها . إنه يقول بالحرف الواحد : " . . بدأ النبي حياته وهو يشكو فقد