تحدثها الملائكة " [1] . بل إن هذا المستشكل نفسه يذكر بعد كلامه السابق مباشرة رواية أبي عبيدة وفيها : " وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان ( ع ) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة [2] " . وقد وصف المجلسي الأول هذه الرواية بأنها صحيحة [3] . فحكم البعض على هذه الرواية بالضعف موضع نظر وتأمل ، إذ أن الظاهر أن المراد بأبي عبيدة هو أبو عبيدة الحذاء أي زياد بن أبي رجاء ، وهو ثقة ، ولا ندري السبب في استظهار البعض : أنه المدائني ! ! مع أننا لم نجد لابن رئاب رواية عن المدائني هذا ، ولم يرو عن المدائني سوى رواية واحدة فيما يظهر . ولعلها من الاشتباه في النسبة من قبل الرواة . فإذا أطلق أبو عبيدة فالمقصود هو الحذاء ، لا سيما مع تعدد رواية ابن رئاب عنه ، ومع عدم وجود شئ ذي بال يرويه عن المدائني [4] . والملفت للنظر أيضا : أن هذا البعض قد علق على هذا الحديث
[1] عوالم العلوم : ج 11 ص 583 ( مسند فاطمة ) عن المحتضر : ص 132 . [2] الكافي : ج 1 ص 240 و 241 و 457 و 458 . والبحار : ج 22 ص 545 وراجع المناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 337 ط المطبعة العلمية - قم - إيران . [3] روضة المتقين : ج 5 ص 342 ومرآة العقول ج 3 ص 59 و ج 5 ص 314 . [4] ولا بأس بمراجعة معجم رجال الحديث : ج 21 ص 233 / 236 .