إجمالا وسيوافيك تفصيله ، وأما العلمي فالتقدير منه هو علمه سبحانه بما تكون عليه الأشياء كلها من حدود وخصوصيات . والقضاء منه ، علمه سبحانه بحتمية وجود تلك الأشياء وصدورها عن عللها ومبادئها . لكن المهم هو الوقوف على أن التقدير والقضاء العلميين لا يورثان الجبر ، لما عرفت عند البحث عن علمه وإرادته سبحانه ، وأنهما لم يتعلقا بصدور الفعل عن الإنسان ، فقط ، وإنما تعلقا بصدوره عن الإنسان بماله من خصوصية وميزة . وما تقدم منا في تفسير تعلق الإرادة الأزلية بصدور المعاليل عن عللها ، كاف في توضيح المقام . ج : القدر والقضاء العينيان كل ما في الكون فهو لا يتحقق إلا بقدر وقضاء ، أما القدر فهو عبارة عن الخصوصيات الوجودية التي تبين مكانة وجود الشئ على صفحة الوجود ، وأنه من قبيل الجماد أو النبات أو الحيوان أو فوق ذلك ، وأنه من الوجودات الزمانية ، والمكانية ، إلى غير ذلك من الخصوصيات التي تبين وضع الشئ وموضعه في عالم الوجود .