نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 555
باستحقاقهما مع فعل موجبهما . أقول : ذهبت المعتزلة إلى أن الثواب نفع عظيم مستحق يقارنه التعظيم ، والعقاب ضرر عظيم مستحق يقارنه الإهانة ، واحتجوا على وجوب اقتران التعظيم بالثواب واقتران الإهانة بالعقاب بأنا نعلم بالضرورة أن فاعل الفعل الشاق [1] المكلف به فإنه يستحق التعظيم والمدح ، وكذلك من فعل القبيح فإنه يستحق الإهانة والاستخفاف . قال : ويجب دوامهما لاشتماله على اللطفية [2] ولدوام المدح والذم ولحصول نقيضيهما لولاه . أقول : ذهب المعتزلة إلى أن الثواب والعقاب دائمان ، واختلف في العلم بدوامهما هل هو عقلي أو سمعي ؟ فذهبت المعتزلة إلى أنه عقلي ، وذهبت المرجئة إلى أنه سمعي . واحتج المصنف رحمه الله على دوامهما بوجوه : أحدها : أن العلم بدوام الثواب والعقاب يبعث العبد على فعل الطاعة ويبعده عن المعصية وذلك ضروري ، وإذا كان كذلك كان لطفا واللطف واجب على ما مر . الثاني : أن المدح والذم دائمان ، إذ لا وقت إلا ويحسن مدح المطيع وذم العاصي إذا لم يظهر منه ندم على ما فعل ، وهما معلولا الطاعة والمعصية فيجب كون الطاعة والمعصية في حكم الدائمتين ، فيجب دوام الثواب والعقاب لأن دوام أحد المعلولين يستلزم دوام المعلول الآخر ، لأن العلة تكون دائمة أو في حكم الدائمة . الثالث : أن الثواب لو كان منقطعا لحصل لصاحبه الألم بانقطاعه ، ولو كان العقاب منقطعا لحصل لصاحبه السرور [3] بانقطاعه ، وذلك ينافي الثواب والعقاب لأنهما خالصان عن الشوائب ، هذا ما
[1] كما في ( م ) ، والنسخ الأخرى كلها : إن من فعل الفعل الشاق . [2] باتفاق النسخ كلها . [3] كما في النسخ كلها إلا ( م ) ففيها : لحصل له السرور .
555
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 555