responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 412


قال : وسؤال موسى لقومه .
أقول : لما استدل على نفي الرؤية شرع في الجواب عن احتجاج الأشاعرة ، وقد احتجوا بوجوه أجاب المصنف عنها ، الأول : أن موسى عليه السلام سأل الرؤية ولو كانت ممتنعة لم يصح منه السؤال .
والجواب أن السؤال كان من موسى عليه السلام لقومه ليبين لهم امتناع الرؤية لقوله تعالى : ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة ) وقوله : ( أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) .
قال : والنظر لا يدل على الرؤية مع قبوله التأويل .
أقول : تقرير الوجه الثاني لهم أنه تعالى حكى عن أهل الجنة النظر إليه فقال : ( إلى ربها ناظرة ) والنظر المقرون بحرف ( إلى ) يفيد الرؤية لأنه حقيقة في تقليب الحدقة نحو المطلوب التماسا لرؤيته ، وهذا متعذر في حقه تعالى لانتفاء الجهة عنه فبقي المراد منه مجازه وهو الرؤية التي هي معلول النظر الحقيقي واستعمال لفظ السبب في المسبب من أحسن وجوه المجاز .
والجواب المنع من إرادة هذا المجاز ، فإن النظر وإن اقترن به حرف ( إلى ) لا يفيد الرؤية ، ولهذا يقال : نظرت إلى الهلال فلم أره ، وإذا لم يتعين هذا المعنى للإرادة أمكن حمل الآية على غيره ، وهو أن يقال : إن ( إلى ) واحد الآلاء ويكون معنى ناظرة أي منتظرة ، أو نقول : إن المضاف هنا محذوف وتقديره : إلى ثواب ربها . ( لا يقال ) الانتظار سبب الغم والآية سيقت لبيان النعم ، ( لأنا نقول ) سياق الآية يدل على تقدم حال لأهل الثواب والعقاب على استقرارهم في الجنة والنار بقوله : ( وجوه يومئذ ناضرة ) بدليل قوله تعالى : ( ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة ) فإن في حال استقرار أهل النار في النار قد فعل لها فاقرة فلا يبقى للظن معنى ، وإذا كان كذلك فانتظار النعمة بعد البشارة بها لا يكون سببا للغم بل سببا للفرح والسرور ونضارة الوجه ، كمن يعلم وصول نفع إليه يقينا في وقت

412

نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست