responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 329


أقول : اختلف العلماء في ذلك ، فذهب جمهور الأوائل إلى أن العلم يستدعي انطباع المعلوم في العالم وأنكره آخرون ، احتج الأولون بأنا قد ندرك أشياء لا تحقق لها في الخارج ، فلو لم تكن منطبعة في الذهن كانت عدما صرفا ونفيا محضا فيستحيل الإضافة إليها .
واحتج الآخرون بوجهين : الأول : أن التعقل لو كان هو حصول صورة المعقول في العاقل لزم أن يكون الجدار المتصف بالسواد متعقلا له ، والتالي باطل فكذا المقدم . الثاني : أن الذهن قد يتصور أشياء متقدرة فيلزم حصول المقدار فيه فيكون متقدرا ، والجواب عنهما سيأتي .
قال : في المحل المجرد القابل [1] .
أقول : هذا إشارة إلى الجواب عن الإشكالين ، وتقريره أن المحل الذي جعلناه عاقلا مجرد عن المواد كلها ، والمجرد لا يتصف بالمقدار باعتبار حلول صورته فيه ، فإن صورة المقدار لا يلزم أن تكون مقدارا ، وأيضا هذه الصورة القائمة بالعاقل حالة في محل قابل لها فلهذا كان عاقلا لها ، أما الجسم فليس محلا قابلا لتعقل السواد فلا يلزم أن يكون متعقلا له .
قال : وحلول المثال مغاير .
أقول : هذا إشارة إلى كيفية حلول الصورة في العاقل ، وتقريره أن الحال في العاقل أنما هو مثال المعقول وصورته [2] لا ذاته ونفسه ، ولهذا جوزنا حصول



[1] القبول والانطباع والارتسام ونظائرها رائجة في ألسنة المشاء ، والأمر كما قلنا فوق هذه العبارات ، ثم إن العلم صورة عارية عن المادة وأحكامها فوعاؤه أعم من الواهب والمتهب يجب أن يكون من سنخه ، فالنفس ومخرجها من النقص والكمال ليسا من هذه النشأة الأولى الطبيعية .
[2] الصورة بمعنى ما هو الشئ بالفعل فالعلم هو إدراك النفس صورة الشئ بهذا المعنى وعطف على المثال الصورة ليفيد أن المثال بمعنى ما هو الشئ بالفعل . وراجع في تفصيل ذلك الفصل السابع من نفس الإشارات حيث يقول الشيخ : إدراك الشئ هو أن يكون حقيقته متمثلة عند المدرك يشاهدها ما به يدرك . والى بيان الخواجة في الشرح حيث يقول : يقال تمثل كذا عند كذا إذا حضر منتصبا عنده بنفسه أو بمثاله . والى الفصل التاسع من النمط السادس منه حيث يقول : لا تجد إن طلبت مخلصا إلا أن تقول أن تمثل النظام الكلي في العلم السابق مع وقته الواجب اللائق يفيض منه ذلك النظام على ترتيبه . . الخ . والى الفصل التاسع من النمط الثامن منه حيث يقول : وكمال الجوهر العقل أن تتمثل فيه جلية الحق الأول قدر ما يمكنه أن ينال منه ببهائه الذي يخصه ثم يتمثل فيه الوجود كله على ما هو عليه مجردا عن الشوب . . الخ . ومع الغور والخوض في تلك الكلمات الكاملة تحصل أن ما شنع القوم على المشاء بأنهم ذهبوا إلى أن ذات الأول تعالى محل الصور والارتسام ليس على ما ينبغي ، فإن التشنيع يرد عليهم لو كان المثال بمعنى الشبح والشكل ونحوهما ، فتدبر .

329

نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست