نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 133
أرضى بإهلاك الشيعة ، فوقيتهم والله بنفسي يعني فاخترت هلاكي دونهم . وقيل : أي فخيرني بين إرادة موتي أو موتهم ، لتحقق المفارقة بيني وبينهم ، فاخترت لقاء الله شفقة عليهم [1] . وحاصل معنى الحديث أن الله سبحانه قد غضب على بعض الشيعة لأمور قبيحة صدرت منهم ، فدار الأمر حينئذ بين قتل الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وبين هلاك الشيعة ، فاختار الإمام عليه السلام قتله ، ووقى شيعته بنفسه ، فحصلت لهم بذلك النجاة من القتل والبلاء . * * * قال الجزائري : تأمل أيها الشيعي وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه من صالح المعتقد والقول والعمل . تأمل هذه الفرية ولا أقول غير الفرية [2] ، وذلك لمجانبتها الحق ، وبعدها كل البعد عن الواقع والصدق ، تأملها فإنك تجدها تلزم معتقدها بأمور عظيمة ، كل واحد لا ترضى أن ينسب إليك أو تنتسب أنت إليه ما دمت ترضى بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا . والجواب : أنا أوضحنا أن هذا الحديث ضعيف السند ، والحديث الضعيف كما مر لا يلزم الشيعة بشئ مما جاء فيه ، ولا يحتج عليهم به . على أنا لو سلمنا بصحة هذا الحديث فإن معناه لا ترده العقول ، ولا يستلزم شيئا من اللوازم الفاسدة التي ذكرها الجزائري ، لإمكان حمله على وجوه صحيحة لا تأباها ألفاظ الحديث كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى . * * *
[1] مرآة العقول 3 / 126 . [2] صدق الجزائري في هذا القول ، فإنه لم يقل في كتيبه هذا على الشيعة إلا الفرية .
133
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 133