مثل هذه الأمور ، التي يقع الرواة في الوهم والخطأ ، والخلط فيها ، وفيما بينها لأكثر من سبب . كما أن الوهم والخلط قد يقع في أزمنة متأخرة عن عصر الرواة ، بسبب خطأ النساخ ، وما يقع من سقط وتصحيف وذهول أثناء نسخهم الكتب ، وما إلى ذلك . ولو كان هذا سبباً للحكم على المؤلفين بالكذب ، لم يبق لنا كتاب نعتمد عليه . 14 - « قصة الطفل الذي كان لأبي عبد الله الحسين في الشام . وكيف أنه أراد رؤية أبيه ، فجاؤوه برأس الحسين ، ومات هناك » [1] . كما عن نفس المهموم . ونقول : لعل سبب حكمهم على هذه القضية بالكذب : أنهم يعتقدون أنه لم يبق للإمام الحسين « عليه السلام » ولد بعد واقعة عاشوراء ، إلا الإمام السجاد « عليه السلام » . وجوابنا : إن ذلك لا يوجب رد هذه الرواية ، والحكم عليها بالاختلاق ، لاحتمال وجود تحريف أو إسقاط فيها ، بحيث يكون الطفل المذكور ليس من أولاده « عليه السلام » ، بل يكون أحد أبناء الشهداء من أهل بيته صلوات الله وسلامه عليه . وما أكثر ما يحصل من هذا القبيل . 15 - الطفل الأسير الذي سحله ( أي سحبه ) أحد الفرسان بواسطة الخيل حتى خنق ومات [2] .
[1] الملحمة الحسينية ج 3 ص 239 . [2] المصدر السابق ج 3 ص 240 .