السلام » في هذا الموقف في عنقه ، فقبّلته في هذا الموضع نيابة عنها . مع أن عمر العقيلة لدى وفاة أمها الزهراء لم يكن يتجاوز الخمس سنوات [1] . ونقول : إننا لا نرى مانعاً من أن تعي العقيلة وصية أمها ، وهي في هذا السن المبكر ، وهي التي شهد لها الإمام السجاد « عليه السلام » بتميزها العظيم حين قال لها : « أنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة » [2] . والطفل يتذكر أشياء كثيرة ، خصوصاً ما له جهة عاطفية ، فكيف إذا كان هذا الطفل هو السيدة زينب « عليها السلام » . 10 - حكاية عدم انطلاق الفرس مع الإمام الحسين « عليه السلام » إلا بعد وصول أحد أطفال أهل البيت ، ولقائه بالحسين « عليه السلام » [3] . وما المانع من ذلك إذا كان الله يريد إظهار هذا الجانب العاطفي بواسطة هذه الكرامة في هذه اللحظات الحرجة . 11 - قدوم أبي حمزة الثمالي إلى بيت الإمام السجاد ، ففتحت له الجارية التي فرحت بقدومه ، لأنه سيسلي الإمام المضطرب ، والغائب عن الوعي ، فدخل على الإمام وصار يواسيه . فأخبره الإمام بحال الأسرى ، من النساء ، والأهل ، والأطفال [4] . ونقول :
[1] المصدر السابق عنه . [2] الاحتجاج ج 1 ص 114 ومقتل الحسين للمقرم ص 388 والبحار ج 45 ص 164 . [3] الملحمة الحسينية ج 3 ص 250 و 251 عن اللؤلؤ والمرجان ص 178 . [4] الملحمة الحسينية ج 3 ص 251 عن اللؤلؤ والمرجان ص 179 .