خامساً : لقد روى الشيخ الصدوق « رحمه الله » تعالى بسنده ، عن فاطمة بنت علي صلوات الله وسلامه عليه ، نصاً يقول : « ثم إن يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين « عليه السلام » فحبسن ، مع علي بن الحسين ، في محبس لا يكنهم من حر ولا قرّ ، حتى تقشرت وجوههم . إلى أن تقول : إلى أن خرج علي بن الحسين « عليه السلام » بالنسوة ، ورد رأس الحسين إلى كربلاء » [1] وصرح البيروني - المتوفي سنة 420 ه - أن الرأس رد في العشرين من صفر [2] . وكذا قال غيره كابن حجر [3] . والقزويني المتوفي سنة 682 ه . فالقزويني معاصر لابن طاووس تقريباً ، والبيروني متقدم عليه بحوالي 250 سنة . ومن الواضح : أن الأسرى لم يبقوا في الشام إلى السنة الثانية ، بل عادوا في نفس السنة ، بل عن مصباح المتهجد أنهم وصلوا إلى المدينة في يوم العشرين من صفر [4] . فكيف ينسبون إلى الشهيد أنه قال قوله : إن أول من تحدث عن ذلك هو ابن طاوس . 4 - حكاية حامل الرسالة إلى الإمام الحسين « عليه السلام » بالمدينة ، حيث إنه حين مجيئه إليه صادف أن رأى خروجه إلى مكة ، وحوله بنو هاشم ، وحولهم الرجال ، والحراس ، والأحصنة المزينة ، المحملة بالأمتعة ، وأنواع
[1] أمالي الشيخ الصدوق ص 142 وروضة الواعظين ص 54 . [2] الآثار الباقية ج 1 ص 331 وعجائب المخلوقات للقزويني ج 1 ص 115 . [3] روي ذلك عن ابن حجر . راجع زيارة الأربعين لكمال زهر ص 42 . [4] إقبال الأعمال ص 589 .