حياته العلمية ولو على مورد واحد استقل ببحثه ، وتمحيصه ، استناداً إلى الدليل العلمي . . رغم كثرة ما يكتب وينشر ، وينظم وينثر ، غير أنه يتميز بسمات ثلاث : الأولى : تصيُّد شواذ الأقوال من هنا وهناك ، وقد يعثر على بعض أدلتها الواهية ، فيبادر إلى إختلاسها . ثم هو يجمع بين متفرقات تلك الأقوال ، ويؤلف بين مختلفاتها ، مضيفاً لها ما جال في خواطره ، مما يسانخه ، أو يشاطره حالة الشذوذ ، والبعد عن الحقيقة ، وظهور الزيف والبطلان ، وقد يمتد به المدى إلى درجة أن يجتمع لديه ركام هائل ، يضم العشرات ، والمئات ، بل وربما الآلاف من هذه المزاعم ، ولا يدري هو ولا غيره ، أين سينتهي به المطاف في نهاية الأمر . الثانية : أنك لا تجد عند هذا النوع من الناس ، إلا ادعاءات عريضة ، وخطابات رنّانة ، وشعارات فضفاضة وآراء تعد بالعشرات والمئات ، في مختلف شؤون الدين قد شذ فيها عن طريقة علمائنا الأبرار ، وعن ثوابت المذهب وقطعياته ، وحاول من خلالها أن يقتحم المسلمات على حد تعبيره . وعمدة ما يلجأ إليه في مقام التبرير والتملص ليس هو الآية ولا الرواية ، ولا غير ذلك من الأدلة المقبولة والمعقولة . بل دليله هو قول فلان أو فلان وستفاجؤك الحقيقة كثيراً حين تكتشف : عدم صحة النسبة وعدم صدق وتطابق النقل . إلى جانبه سيل من التجريح ، وطوفان من الإهانات ، والسباب الممنهج والمميز ، في عمل إرهابي قوي مدمر ، وصاعق ماحق ، يختار مفرداته من قاموس مصطلحات خاص به ، ويا ليتك تراه وهو يتألق ويتأنق عندما يصف أهل الحق ، والملتزمين بالخط الإيماني الصحيح ، وعلماء الأمة ومراجع الدين