فالتعبير ب « وا ثمرة فؤاداه » يشير إلى أنها إنما تندب ولدها وليس ابن أخيها ، لأن هذا التعبير إنما يستعمل للتعبير عن النسل ، قال الزبيدي : « ومن المجاز ( الولد ) : ثمرة القلب . وفي الحديث : إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته » قبضتم ثمرة فؤاده ؟ ! فيقولون : نعم . قيل للولد : ثمرة ، لأن الثمرة ما ينتجه الشجر ، والولد نتيجة الأب . وقال بعض المفسرين في قوله تعالى : * ( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ) * [1] : أي الأولاد والأحفاد ، كذا في البصائر [2] . وقد تكرر هذا التعبير في العديد من النصوص ، التي أوردها نقلة هذا الخبر ، فراجع [3] . وا ولداه : 1 - وبعد ما تقدم كله . . فإننا نجد نصاً يكاد يكون صريحاً في حضور والدة علي الأكبر لواقعة الطف ، لولا وجود حالة اشتباه في الأشخاص ، لعلها ناشئة عن عدم معرفة من حضر الوقعة بهم على نحو التحديد . . فقد أورد الطريحي « رحمه الله » نصاً يقول : « قال من شهد الوقعة : كأني أنظر إلى امرأة خرجت من فسطاط الحسين - وهي كالشمس الزاهرة - تنادي : وا والداه وا قرة عيناه ! . فقلت : من هذه ؟ .
[1] الآية 155 من سورة البقرة . [2] تاج العروس ج 3 ص 77 و 78 . [3] الإيقاد ص 117 .