« وداؤك فيك وما تشعر » : واللآفت للنظر هنا : أننا قد نجد من بعض المخلصين ما يوحي بموافقتهم على هذا الأمر ، بل ، وبمشاركتهم فيه بنحو أو بآخر . . ولو صح ما ينسب إلى بعض المخلصين في هذا الاتجاه فإن إخلاصهم يكون هو الشافع لهم ، لأن مما لا ريب فيه أنهم لو التفتوا إلى واقع الحال لكان موقفهم في خلاف هذا الاتجاه قطعاً . وربما يذكر اسم الشهيد مطهري في ضمن هؤلاء - إستناداً إلى ما ورد في كتاب « الملحمة الحسينية » والذي جمع من كتاباته ، ومحاضراته بعد وفاته « رحمه الله » . كما أننا في مجال التفريق بين المخلص والحاقد ، وبين ما يرمي إليه الشهيد مطهري - لو صح أنه قال ما ذكروه عنه - نجد لزاماً علينا التفريق بين نوعين من الناس ، وما أسهل التفريق والتمييز بينهما . وهما : النوع الأول : نوع قضى حياته في البحث والتمحيص ، ونصرة هذا الدين ، والذب عن حياضه وتأييده ، وتسديده بالدليل العلمي القاطع ، والبرهان الساطع ، وهو ملتزم بالطريق الوسطى التي هي الجادة ، لا يكاد يحيد أو يشذ عنها حتى يعود إليها . . ولا نشك في أن الشهيد مطهري هو من هذا الرعيل ، وقد استحق « رحمه الله » نتيجة لهذا الجهد الصادق والجهاد والتقي والنقي ، أن ينال وسام الثناء العاطر من قبل ذلك الرجل العظيم آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني قدس الله سره الشريف . فإنه « رحمه الله » حين وجد حالة من الضياع لدى الشباب في قراءاتهم وجَّههم